مقالات

ملوك الطوائف ( النسخة العراقية)

أحمد كمال

المتابع لوضع الكيانات والقوى السياسية المؤثرة على الارض في العراق سيجد اوجه التشابه العديدة مع وضع الاندلس في حقبة  ما بعد سقوط دولة بني امية في الاندلس وبزوغ عصر ( ملوك الطوائف) فبعد اعلان اخر وزير للدولة الاموية “ابن جهور ” سقوط دولة بني اميه في الاندلس حتى انبرى الولاة والعاملين باقتسام الاراضي فيما بينهم وفرض سيطرتهم عليها فانقسمت الاندلس الى عده ممالك (اشبيلية وغرناطة وطليطلة ولشبونة ومالقة وغيرها ) وتقاسم بنو عباد وبنو جهور وبنو ذنون وغيرهم هذه الممالك وبدات بينهم حرب شرسة لتقاسم المغانم والاراضي والاملاك وعند ضعف او وهن احد الاطراف كانو يستعينون بالدولة ( الجارة ) مملكة “قشتالة” الصليبية وملكها “الفونس ” ليستخدم قواته ونفوذه السياسي  ضد ابناء جلدتهم من ملوك الطوائف المسلمين وكان الفونس رجل بالغ الذكاء لم ينصر طرف ضد طرف لدرجة انهاء الطرف المقابل بغية ابقاء نار الحرب والخلاف مشتعلةولم يتدخل باي معركة بين ملوك الطوائف او هب لنصرة احدهم الا وقد قبض اتعابه وثمن خدمتها من (اراضي) او (اموال) مقدماً  فبجانب منفعة استنزاف قوات واموال ونفوس اعدائه داخليا “فيما بينهم ” وبدون جهد منه كان استنزافهم مالياً واقطاعياً عنصر مفيد ومنفعه له أيضاً  ليعمل على زيادة نفوذه وقوته على الارض الى ان وقع ذات يوم في خطا لم يكن بحساباته عندما بالغ في اهانة ملك اشبيليا ” المعتمد بن عباد ” الامر الذي اثار حفيظة ابن عباد واضطره لطلب نصرة ملك المرابطين المسلمين في المغرب ( يوسف بن تاشفين ) الذي لبى الدعوة وعبر مضيق طارق واعادة الاندلس دولة موحده مرة اخرى تحت حكم  سلطة واحدة

واليوم في العراق ملوك الطوائف من ( الاحزاب الدينية الشيعية) والاحزاب السنية و القوى الكردية وفصائل عسكرية محلية اخرى يلجؤن “للجارة “بعد كل نزاع فالخلاف بينهم مشتعل دائما قبل وبعد اي انتخابات وقبل واثناء وبعد تشكيل اي حكومة مركزيةً كانت ام محلية

وكالمعتاد الجارة بالطبع تستخدم نفوذها بالكامل لادامه انتاج الازمات والمشاكل والصراعات ما بين ابعاد او اقالة او استهداف شخوص او كيانات او رموز دينية داخل العراق لكن ايضاً دون الوصول الى مرحلة انهاء هذا الطرف او الكيان تمامأ فالجارة حريصة تماما على زيادة عدد اوراق اللعب على الطاولة السياسية وليس تقليل عددها  خشيه فقدان سيطرتها على حجم احد اللاعبين لدرجة تجعله بالتفكير بالتمرد  لاحقاًز

السؤال المهم هنا

متى  سيعي العراقيون هذه اللعبة 

ومن من الاطراف السياسية الحالية سيكون ( ابن عباد)  ويبدء باشعال الشرارة الاولى لعودة العراق دولة  مستقلة بقرارها السياسي والخارجي مجدداً ؟

والسؤال الاهم

من سيكون ( بن تاشفين ) الذي يمتلك القوة الساحقة (التي تنبا بها احد السياسيين المنظرين المشهورين بإثارة الجدل ) والذي سينهي هيمنة الدولة الجارة ويعيد للعراق استقلاله وسيادته ؟

برأيي  المتواضع ان لم يسعى الشعب بشكل مباشر لانقاذ اوضاعه فلن يهب اي طرف من خارج حدوده لفعل ذلك، كلنا يتذكر حملة التوقيعات التي اطلقها المصريون  لسحب الثقه عن الرئيس المصري السابق محمد مرسي بعد عام واحد فقط من الإخفاق السياسي والاقتصادي التي عاشتها مصر في حكم “الاخوان المسلمين” ونحن اليوم سندخل  العام الواحد و العشرون  منذ بدء انحدار سياسي واقتصادي وامني وحضري وعمراني وانتشار الفساد وسرقة المال العام  وبدون اي حراك منظم او موضوعي يذكر للمواطن العراقي من دون  اعتبار لانتفاضة تشرين التي لم تكن بالمستوى التنظيمي والسياسي المطلوب لاحداث تغيير في البيئة والمنظومة السياسية في العراق والتي افرزت مجموعه من  المنافقين والمتسلقين مما ارتمو في احضان السلطة والفاسدين في العراق .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *