الرئیسیةکتاباتمقالات

كم سيستغرق احتراق العالم إن حدثت حرب نووية ؟

سارة شريف :

ماذا لو أن الدول العظمى قررت إطلاق سراح الجنون وبدء حرب نووية؟ الأمر ليس بهذه السهولة بالطبع. لكن لو قلنا -بالفرض الساقط- إنه حدث، وكنا محظوظين بأننا لسنا ضمن نطاق الانفجار، فقد لا نُقتل في اللحظة نفسها، ولكن الآثار قد تدمّر حياتنا بأكملها.

تزامنت الأحداث العالمية المتوترة مؤخراً بين القوى العظمى، مع بعض التراجع في السيطرة على “نظام الحد من التسليح النووي”، وفي هذا السياق المضطرب تتكاثر النبوءات السياسية بما قد تؤول إليه الأمور.

الصراعات بين دول عظمى كالولايات المتحدة والصين وروسيا، بالإضافة إلى كوريا الشمالية، لا تعطي مؤشرات على أن الأمور قد تنتهي إلى حرب نووية، لكن المسارات المؤدية إلى إمكانية “الاستخدام” النووي مفتوحة، خاصةً فكرة “الاستخدام النووي المحدود” التي يبدو أنها على أجندة قادة العالم. وفي ظل بيئة أمنية دولية معقدة للغاية، نحتاج إلى التفكير في ما لا يمكن تصوّره.

تطورات خطيرة… انتشار التسليح النووي وانهيار المعاهدات

العديد من التطورات الأخيرة على الجبهة النووية تستحق اهتمامنا. أولها الانتشار العالمي المستمر للأسلحة النووية؛ هناك الآن تسع دول مسلحة نووياً هي: الصين، وكوريا الشمالية، وفرنسا، والهند، وإسرائيل، وباكستان، وروسيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، ولديها ما يقارب 13،080 سلاحاً نووياً.

تمتلك روسيا والولايات المتحدة نحو 89% من الأسلحة النووية في العالم، وفقاً لـ”FAS“، وتستحوذ كلّ منهما على أكثر من 5،500 سلاح. في الوقت نفسه يبدو أن دولاً عدة -على غرار إيران- تطمح إلى دخول نادي الأسلحة النووية. 

كما يواصل برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية تقدّمه بشكل مطرد، ففي آذار/ مارس 2023، أصدرت كوريا الشمالية عدداً من الصور التي تُظهر صفاً من الرؤوس الحربية “هواسان-31″، من نوع جديد وأصغر، يمكن نشرها على صواريخ أقصر مدى.

وفي نيسان/ أبريل 2023، ادّعت كوريا الشمالية أنها اختبرت بنجاح صاروخاً باليستياً عابراً للقارات يعمل بالوقود الصلب لأول مرة، اسمه “هواسونج -8″، ويمكن تحريك هذه الصواريخ وإطلاقها بسرعة أكبر، مما يزيد من قدرة هذه الأسلحة على البقاء. وفي حين صادف شهر أيار/ مايو 2023، الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لسلسلة التجارب النووية التي أجرتها الهند وباكستان، فإن البلدين يواصلان تكديس الأسلحة وتطوير أنظمة الإطلاق.

التطور الثاني المثير للقلق، هو انهيار العديد من معاهدات الحد من الأسلحة النووية. ففي سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته، وقّعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سلسلةً من المعاهدات بما في ذلك معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية، ومعاهدات الحد من الأسلحة الإستراتيجية، ومعاهدة القوات النووية متوسطة المدى، ومعاهدة تخفيض الأسلحة الإستراتيجية “ستارت 1991”. وفي عام 2011، تم تحديث المعاهدة بزيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية والحد منها (“2011 ستارت الجديدة”)، ومن كل تلك المعاهدات تبقى معاهدة “ستارت الجديدة” فقط سارية المفعول، والتي من المقرر أن تنتهي صلاحيتها في عام 2026. ولكن في ظل الظروف الحالية من الصعب تخيّل تجديدها.

أما معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، الموقعة في عام 1968، فتُلزم الموقّعين الـ190 عليها، بمواصلة المفاوضات بشأن وقف الأسلحة النووية. وبعد مرور 50 عاماً، لم يكن هناك سوى تقدّم ضئيل، إن وُجد.

شباط/ فبراير 2023، لم يحمل أخباراً جيدةً على هذا المستوى، فقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قراره “تعليق” المعاهدة الجديدة لخفض الأسلحة الإستراتيجية “نيو ستارت”، على الرغم من أن المعاهدة لا تحتوي على آلية التعليق هذه. وبرغم عدم وجود مؤشرات تشير إلى أن روسيا تجاوزت الحدود المركزية للمعاهدة، فإن الافتقار إلى تبادل البيانات وعمليات التفتيش وغير ذلك من تدابير التحقق والشفافية من شأنه أن يؤدي مع مرور الوقت إلى تقليص الثقة بوضع القوات النووية الروسية. 

بعد شهر واحد من هذا، أعلن بوتين في آذار/ مارس 2023، نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان قد تم نقل أي أسلحة. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، صوّت مجلس الدوما الروسي لصالح سحب تصديق موسكو على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.

فيما أعلن بوتين، تحديث 95 في المئة من القوات النووية الإستراتيجية الروسية، مشيراً إلى أن القوات الجوية تسلمت للتو 4 قاذفات جديدة فرط صوتية وقادرة على حمل رؤوس نووية.

هل من احتمال لنشوب حرب؟

وفي حين أن خطر الاستخدام النووي لا يزال منخفضاً، إلا أن التغييرات الكبيرة على الأرض، مثل الارتفاع الكبير في الهجمات في عمق روسيا، يمكن أن تؤثر على هذه الحسابات، بالإضافة إلى ذلك، ومع زيادة التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية وإيران، والتأكيد على أن كوريا الشمالية تزوّد روسيا بالصواريخ الباليستية ومنصات إطلاق الصواريخ الباليستية، فإن السؤال الرئيسي الآخر سيكون: إلى أي مدى ستؤثر هذه التحركات على الوضع على الأرض؟

بحسب دراسة حديثة نشرها مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية “CSIS”، في 9 شباط/ فبراير 2024، للباحث “كيلسي هارتيجان”، فإن تقديرات مجتمع الاستخبارات في واشنطن تشير إلى أن موسكو ستصبح أكثر اعتماداً على القدرات النووية والسيبرانية والفضائية في الوقت الذي تتعامل فيه مع الأضرار الجسيمة التي لحقت بالقوات البرية الروسية في أوكرانيا، وإلى أن المخاطر النووية يمكن أن تنمو فعلياً في الأشهر والسنوات المقبلة.

وأضافت الدراسة أنه في حين أشار المسؤولون الأمريكيون إلى أنه بعد تعليق الروس لمعاهدة “ستارت الجديدة”، سيكون هناك عدد قليل جداً من حواجز الحماية على العلاقة الإستراتيجية الأوسع بين الولايات المتحدة وروسيا. كما حذّر “كيم جونغ أون” من أن كوريا الشمالية بحاجة إلى الاستعداد للحرب مع الولايات المتحدة في عام 2024. وبرغم أن هناك من فسّر هذا التصريح بأنه مجرد تهديد، خاصةً أنه جاء في عام الانتخابات الأمريكية، إلا أن النمو الكمي والنوعي المستمر لبرامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية الباليستية، بما في ذلك الأنظمة طويلة المدى القادرة على ضرب الولايات المتحدة، ليست من المؤشرات التي يمكن تجاهلها.

وفي الوقت نفسه، فإن الجدل الدائر حول التغييرات المحتملة في حجم وتكوين القوات النووية الأمريكية، أصبح واضحاً كنوع من الاستعداد لإمكانية الاستخدام المحدود للأسلحة النووية في سيناريوهات معينة، مع روسيا أو الصين أو كوريا. 

بحسب نشرة مجلس العلوم والأمن لعلماء الذرة، المنشورة في 23 كانون الثاني/ يناير 2024، فإن الولايات المتحدة تبحث عما إذا كان من الضروري زيادة الترسانة النووية الأمريكية على مدى العقد المقبل لمواجهة التوسع الصيني، وهي الفكرة ذاتها التي أوردها تقرير نُشر في صحيفة “نيوزويك”، رأى الخبراء الذين شاركوا فيه أنه وعلى الرغم من التهديد باستخدام الأسلحة النووية في المستقبل القريب، إلا أن الأمر يظلّ مستبعداً، لكنه لا يبقى مستبعداً في ظل تحقق ظروف معيّنة.

يقول “مارك جالوتي”، الأكاديمي والمؤلف في شؤون الأمن الروسي، إنه “يمكن دفع روسيا لاستخدام إستراتيجية تكتيكية نووية في أوكرانيا”، وهو عينه ما تحدث عنه قادة روس ودفعوا نحو استخدام أسلحة نووية ذات قوة أقل من الأسلحة النووية الإستراتيجية ضد المؤسسة العسكرية غير النووية في أوكرانيا.

وبحسب دراسة لمؤسسة كارنيغي، حللت دوافع الروس خلف التهديدات، فإن تصريحات القادة الروس حول ضرورة القيام بضربة استباقية “تكشف عن رغبة روسيا في البحث عن مخرج من الموقف الصعب الذي تجد نفسها فيه في أوكرانيا، وكنوع من ردع الغرب من التدخل المباشر في أوكرانيا”.

وأكدت الدراسة أنه “بشكل عام، لا تُقدّر الدول الغربية احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية على أنه مرتفع، كما أنه ليس من المؤكد أن توجيه ضربة نووية من شأنه أن يساعد روسيا على تحقيق أهدافها، فضلاً عن الإضرار بسمعتها الدولية”.

وخلصت الدراسة إلى أن الضربة النووية، أو “الخطوط الحمراء” الشهيرة لموسكو، هي مجرد ادعاءات مثيرة للجدل بأن استخدام السلاح النووي من شأنه أن يجبر الغرب على التراجع.

بينما رأى تقرير للمجلس الأطلنطي، أنه مع تدهور العلاقات بين الدول المسلحة نووياً في ظل صراعها على النقاط الساخنة في مختلف أنحاء العالم، هناك احتمال حقيقي في عام 2024، لانخراط قوتين نوويتين أو أكثر في قتال مباشر مع بعضهما البعض باستخدام الأسلحة التقليدية، والقلق الأكبر هو أن مثل هذا الصراع يمكن أن يتصاعد إلى تبادل نووي. 

أما الاحتمال الأكبر، فهو الحديث عن حرب نووية صغيرة، بحسب ما أوضح “أندريه باكليتسكي” في تقريره المنشور في موقع “The bulletin”، فإن هناك تصوراً متزايداً في بعض الدوائر العسكرية والسياسية الأمريكية بأن حرباً نوويةً محدودةً يمكن خوضها والانتصار فيها، برغم أن العديد من الخبراء يعتقدون أن “الحرب النووية المحدودة من غير المرجح أن تظل محدودةً. وما يبدأ بضربة نووية تكتيكية واحدة أو تبادل نووي متبادل بين البلدين، يمكن أن يتصاعد إلى حرب نووية شاملة تنتهي بالتدمير الفوري والكامل لكلا البلدين، ولن تقتصر الضربة على الطرفين المتحاربين وحلفائهما”.

لن تكون أقل من إبادة عالمية

لكن في حال قرّر العالم أن يصل بنا إلى الهاوية، ويبدأ حرباً نووياً، فما مدى سوء الأمر بالضبط؟ كيف تعتمد فرص نجاتك من الانفجارات والإشعاعات والشتاء النووي على المكان الذي تعيش فيه؟

بحسب مجموعة من العلماء متعددي التخصصات قاموا بوضع محاكاة أكثر واقعيةً من الناحية العلمية لحرب نووية باستخدام البيانات غير السرية فقط، نشرتها صحيفة “التايم” الأمريكية في حزيران/ يونيو 2023، لا يهم كثيراً من يبدأ الحرب، لكن عندما يطلق أحد الجانبين صواريخ نوويةً، يكتشفها الجانب الآخر، سيقوم بإطلاق النار قبل الاصطدام، حيث تبدأ الصواريخ الباليستية التي تطلقها الغواصات الأمريكية غرب النرويج في ضرب روسيا بعد نحو 10 دقائق، وتبدأ الصواريخ الروسية من شمال كندا بضرب الولايات المتحدة بعد بضع دقائق.

وبحسب المحاكاة، فإن الضربات الأولى تحرق الإلكترونيات وشبكات الطاقة عن طريق خلق نبض كهرو-مغناطيسي يبلغ عشرات الآلاف من الفولتات لكل متر، وتستهدف الضربات التالية مراكز القيادة والسيطرة ومنشآت الإطلاق النووي، كما تستغرق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الأرضية نحو نصف ساعة للطيران من الإطلاق إلى الهدف، فيما يتم استهداف المدن الكبرى لأنها تحتوي على منشآت عسكرية، وفي حين تمتلك المملكة المتحدة وفرنسا قدرات نوويةً، وهما ملزمتان بموجب المادة 5 من حلف شمال الأطلسي بالدفاع عن الولايات المتحدة، لذا فإن روسيا تضربهما أيضاً.

وبحسب دراسة لمنظمة “ICAN” المعنية بمحاربة الأسلحة النووية، فإنه يمكن لسلاح نووي واحد أن يدمّر مدينةً ويقتل معظم سكانها، وقد تصل الخسائر الناجمة عن حرب نووية كبرى بين الولايات المتحدة وروسيا إلى مئات الملايين.

كما تستغرق كرة النار الناتجة عن الانفجار النووي، نحو 10 ثوانٍ لتصل إلى الحد الأقصى لحجمها، حيث يطلق الانفجار النووي كميات هائلةً من الطاقة على شكل انفجار وحرارة وإشعاع، وتصل سرعة موجة الصدمة الهائلة إلى مئات عدة من الكيلومترات في الساعة، ويؤدي الانفجار إلى مقتل أشخاص بالقرب من نقطة الصفر، ويتسبب في إصابات في الرئة وتلف في الأذن ونزيف داخلي في مناطق أبعد، كما سيتعرض الناس لإصابات نتيجة انهيار المباني والأجسام الطائرة، وكل شيء قريب من الإشعاع الحراري سيتبخر. كما تسبب الحرارة الشديدة حروقاً شديدةً وتشعل الحرائق على مساحة كبيرة، وتتجمع في عاصفة نارية عملاقة. وحتى الأشخاص الموجودون في الملاجئ تحت الأرض سيواجهون الموت المحتمل بسبب نقص الأوكسجين والتسمم بأول أكسيد الكربون.

ووفقاً لمحاكاة جديدة أجراها باحثون في جامعة برينستون لبرنامج العلوم والأمن العالمي، فإنه يمكن أن يموت 34.1 مليون شخص، ويصاب 57.4 ملايين آخرون، خلال الساعات القليلة الأولى من بدء حرب نووية بين روسيا والولايات المتحدة بسبب سلاح نووي منخفض القوة.

وبحسب منظمة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية، فإنه حتى انفجار نووي واحد فوق مدينة ما يمكن أن يقتل عشرات الآلاف -بل مئات الآلاف على الفور- فخسائر الحرب النووية التي يُستخدم فيها جزء صغير من ترسانات اليوم، قد تصل إلى عشرات الملايين، كما أن الأسلحة النووية ستقضي على البنية التحتية الاجتماعية اللازمة للتعافي من الصراع. وستكون الطرق وأنظمة النقل والمستشفيات والصيدليات ومعدات مكافحة الحرائق والاتصالات كلها تحت الأنقاض في جميع أنحاء منطقة الدمار الكامل الممتدة لأميال.

سلّط البروفيسور مارك ماسلين (UCL Geography)، الضوء في بحث “The Conversation” الذي استخدم نماذج مناخيةً حديثةً لرسم خريطة لآثار الحرب النووية، على الأمر، ووجد أن الشتاء النووي الناتج من شأنه أن يغرق الكوكب في “عصر جليدي صغير نووي” يدوم آلاف السنين.

ويشير موقع “Thebulletin“، فإن تقدير الخسائر الناجمة عن التداعيات أمر صعب؛ ففي محيط الانفجار، ستنهار المباني بالكامل، ولن يتمكن الناجون من الاحتماء، والناجون الذين يجدون أنفسهم على بعد أقل من 460 متراً (1،500 قدم) من انفجار نووي بقوة 300 كيلو طن سيتلقون جرعةً إشعاعيةً مؤينة تبلغ 500 مكافئ رونتجن رجل “ريم”.

تقول اللجنة التنظيمية النووية الأمريكية: “يُعتقد عموماً أن البشر الذين يتعرضون لنحو 500 ريم من الإشعاع دفعةً واحدةً، من المرجح أن يموتوا دون علاج طبي”.

ولكن على مسافة قريبة جداً من نقطة الصفر، يكاد يكون من المؤكد أن انفجاراً نووياً بقوة 300 كيلو طن سيحرق ويسحق أي إنسان حتى الموت. وكلما زاد إنتاج السلاح النووي، كانت منطقة الإشعاع الحادة أصغر مقارنةً بآثاره المباشرة الأخرى.

إن تفجير رأس حربي نووي حديث بقوة 300 كيلو طن -أي رأس حربي يعادل 10 أضعاف قوة القنبلتين الذريتين اللتين انفجرتا في هيروشيما وناكازاكي مجتمعتين- على مدينة مثل نيويورك، سيؤدي إلى مقتل أكثر من مليون شخص، ونحو ضعف عدد الأشخاص الذين أصيبوا بجروح خطيرة في أول 24 ساعةً بعد الانفجار. لن يكون هناك أي ناجين تقريباً في دائرة نصف قطرها كيلومترات عدة من موقع الانفجار. وكما يبدو لن يكون هناك مكان للاختباء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *