آراء
كيف أعثر على الطريق؟
نظرًا لعدم وجود طريق ووجهة واحدة في حياتك، لا يمكنك إدخال وجهتك في تطبيق الخرائط للحصول على توصيف «لفة بلفة» لكيفية الوصول.

كيف أعثر على الطريق؟ 🛣️
- من جماليات الحياة أنه لا مسار أو وجهة واحدة فقط، بل هو تشعب لطرق ووجهات عدة تختلف وتتنوع بتنوع بشريتنا وتجاربنا، وهنا تكمن أهمية ما يسمى «فن الاستدلال» (Way Finding).
- مهارة «الاستدلال»، أو كما نطلق على من يجيد قراءة الطرق عندنا الدليلة، هو فنٌ قديم لمعرفة الطريق إلى وجهتك (خصوصًا في البراري والصحاري والبحار) عندما لا تعرف وجهتك بالضبط لكنك تستطيع قراءة العلامات المؤدية إليها.
- فكِّر في الرحالة العربي الشريف محمد الإدريسي. لم تكن لديه خرائط أو مخطوطات ليستند عليها في رحلاته عندما أرسله ملك صقلية روجر الثاني ليرسم خريطة العالم قبل حوالي 900 سنة. فكان يعتمد بشكل أساس على مهاراته ومعرفته في الاستدلال وإعادة التوجيه لمعرفة وتوثيق الطريق. ليترك لمن بعده أساسًا لما يعتبر إحدى النسخ الأولى لخريطة العالم.
- العثور على الطريق في حياتك يمر بعملية مماثلة! نظرًا لعدم وجود طريق ووجهة واحدة في حياتك، لا يمكنك إدخال وجهتك في تطبيق الخرائط للحصول على توصيف «لفة بلفة» لكيفية الوصول. ما يمكنك فعله هو الانتباه إلى الدلائل أمامك واختيار أفضل طريق ممكن إلى الأمام باستخدام الأدوات المتاحة.
- ويتمثَّل اختيار الطريق في اختيار نوع الأنشطة المنشودة لقضائها في أوقاتنا.
- في «فن الاستدلال» تحتاج إلى بوصلة واتجاه 🧭 ولست
بحاجة إلى خريطةللعثور على الطريق 🛣️. يمكنك الانتباه إلى الدلائل أمامك، وهي تتمثل في أمرين: التفاعل ⚡ والطاقة 🔋.
التفاعل ⚡
- الدليل الأول الذي نبحث عنه في طريقنا هو مدى تفاعلك واندماجك مع أنشطتك اليومية.
- تفاعل الشَّيئين: أثر كل واحد منهما في الآخر؛ فالتفاعل في سياقنا هو مدى تأثرك وتأثيرك في نشاط ما.
- فعندما تشعر بالملل ما الذي تفعله بالضبط؟ والأمر نفسه عندما تكون مركزًا ومنسجمًا «داخل جو» في نشاط ما.
- يساعدك هذا الدليل على اكتشاف مدى تفاعلك واندماجك في الأنشطة اليومية.
- من الناحية المثالية، ستكتشف الأمر عندما تكون في حالة «الانسياب» (Flow)، وهي حالة الاندماج المثالية، حيث النشاط الذي نتفاعل معه ليس شديد السهولة إلى حد ممل ولا شديد الصعوبة بشكل مقلق.
- الانسياب، هو ما نسميه «لعب الكبار» أو «الانغماس الكامل والاستمتاع بما تفعله، دون أن تشغل بالك بالنتائج».
الطاقة 🔋
- الدليل الثاني الذي يجب أن نعيره انتباهًا هو طاقتك وكيف تشعر بعد انتهائك من نشاط ما.
- ففي تفاعلنا مع الأنشطة يوميًا، جسديًا أو ذهنيًا، نستهلك (أو نشحن) من طاقتنا «بطاريتنا».
- فبعض الأنشطة تستنزف من طاقتنا (مثل أن تعلق في ازدحام مروري) أو (تخرج من اجتماع ممل) وأخرى تشحنك بالطاقة (كنومة ليل عميقة) أو (سهرة ممتعة مع صديق حميم).
ومن خلال استشعار مدى تفاعلنا وطاقتنا بعد هذه الأنشطة، يمكننا البدء في التقييم وإعادة تصميم وترتيب أنشطتنا لزيادة الحيوية والحضور لديك. وبتطبيق هذا المفهوم ستتمكن من الاستدلال إلى طريقك المفضّل والأقرب لمن تكون لتعيش من خلالها رحلة حياة، حتى تصل إلى وجهتك المنشودة.